الخميس، 16 أبريل 2015

مراقبة الله في الخلوة ثالثاً : أحوال المسلم في الخلوة



 ثالثاً : أحوال المسلم في الخلوة :
المسلم في الخلوة إما أن تكون حاله كما هي في العلانية و الظهور ، أو تكون في الخلوة أفضل ، وهذان مقامان عاليان ليس محل الكلام عنهما هنا .
أو يكون المسلم في الخلوة أقل حالا منه في العلانية وهذا هو الغالب على كثير من الناس ثم إن هؤلاء لا يختلفون فمنهم من يتكاسل عن الطاعات في الخلوة ويترك أعمالا فضلى كان يعملها في العلانية وإن لم يرتكب في خلوته المحرمات ، كمن ينشط في قيام الليل مع زملائه أثناء اجتماعه معهم فإذا كان في بيته لوحده ترك هذا الأمر أو يكون نشيطا في الدعوة إلى الله مع زملائه فإذا اختفى عن أنظارهم كأن يذهب في الإجازة بعيدا عنهم أو يكون قد عين مدرسا في بلدة أخرى ترك هذا الأمر وآثر الراحة و الكسل أو ينكر المنكر اذا كان يسير مع زملائه في سوق ، فإذا كان لوحده لم ينكر ، وغير هذه الأمثلة كثير . فهنا اصبح حال المسلم في الخلوة اقل من ناحية فعل الطاعات منه في العلانية ، نعم قد يكون هناك أسباب أخرى لحصول هذا الشيء من مثل كون الإنسان ينشط مع زملائه لأنهم يعينونه على الخير ويجد فيهم القدوة ، فإذا كان لوحده لم يجد من يعينه على ذلك ، الا أن من هذه الأسباب ضعف المراقبة لله عز وجل ، هذه حالة من أحوال المسلم في الخلوة .
الحالة الثانية : من الناس من يعمل في الخلوة مالا يليق به كمسلم صالح وان لم يكن هذا العمل محرماً  كأن يفعل مكروهاً أو يكثر من مباح يضيع عليه وقته دون فائدة بينما تجده في العلانية مبتعداً عن هذا الشيء ، فهذا إنما فعل ذلك لضعف المراقبة عنده.
الحالة الثالثة: هناك من يرتكب المحرمات وينتهك حرمات الله في الخلوة وهذا تقريباً هو الذي ينصب عليه الكلام في هذا الموضوع ، ولاشك أن من فعل هذا إنما فعله لضعف المراقبة لله سبحانه وتعالى.  وهناك من يعمل في الخلوة أعمالاً مباحة لا يعملها في العلانية حياءً من الناس لأنهم يعدونها من خوارم المروءة بينما هي في الخلوة لا تعد كذلك وهذا من مثل حسر الرأس أي كشف الرأس عند من يرى أنه من خوارم المروءة ونزع اللباس الخارجي والإبقاء على اللباس الداخلي الساتر للعورة فقط، فهذه الأشياء لا بأس بها ولا تدخل في موضوع المراقبة ، وإنما ذكرتها فقط للتنبيه على عدم دخولها في الموضوع . فهذه داخلة في العادات لا في العبادات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق